[الرعد. ١٥]. وفيه أيضًا: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (٤٨) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ لنحل: [٤٨ - ٤٩].
قلت: والآية تشمل استسلام بعض الكفار لسلطان الإسلام وقهر رجاله الفاتحين، وقودهم في الأسر ثم يُعْجَبُون بدين الله ويؤمنون. فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - ﷺ - قال: [عَجِبَ الله من قَوْمٍ يَدْخُلونَ الجنة في السَّلاسل] (١).
وقوله: ﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾. يعني يوم المعاد، فيقفون بين يديه للحساب والجزاء.
وقوله: ﴿قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا﴾. يعني: القرآن. ﴿وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ﴾ أي: من الصحف والوحي.
وقوله: ﴿وَالْأَسْبَاطِ﴾. هم ولد يعقوب الاثنا عشر، يعني بطون بني إسرائيل.
وقوله: ﴿وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى﴾. يعني: ما أنزل عليهما من التوراة والإنجيل.
وقوله: ﴿وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ﴾. يشمل جميع الأنبياء. ﴿لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ﴾ يعني بالإيمان، بل نؤمن بهم جميعهم ونوقرهم، ولا نفعل كما فعل أهل الكتاب من الإيمان ببعضهم والكفر ببعضهم.
وقوله: ﴿وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾. خبرٌ عن المؤمنين من هذه الأمة أنهم يؤمنون بالله وما أنزل من الوحي على جميع رسله وأنبيائه، وأنهم منقادون له سبحانه بالطاعة كما يحب ويرضى.
وقوله: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾. يعني: من يطلب دينًا غير دين الإسلام ليدين به فهو مرفوض في منهاجه الذي ارتضى عند الله، ﴿وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ أي: الباخسين أنفسهم حظوظها، ومن الهالكين النادمين.
٨٦ - ٨٩. قوله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٨٦) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ