صالحون؟ قال: بلى. قلت: كيف يصنع بأولئك؟ قال: يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان] (١).
وله شاهد عند البيهقي في "شعب الإيمان" من حديث عائشة مرفوعًا: [إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله عز وجل بأسه بأهل الأرض، وإن كان فيهم صالحون، يصيبهم ما أصاب الناس، ثم يرجعون إلى رحمة الله] (٢).
وشاهد آخر عند الحاكم بسند صحيح من حديث ابن عباس مرفوعًا: [إذا ظهر الزنا والربا في قرية، فقد أحلوا بأنفسهم عذابَ الله] (٣).
والخلاصة: فإن للذنوب آثارًا جسيمة إن تُركت وأطلقت، وهي سبب فساد العالم، وسبب قلق النفوس وتمزق قلوب الناس، ويعكس الله آثارها أحزانًا ومصائب في واقع الحياة.
وقوله تعالى: ﴿فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ﴾.
قال ابن عباس: (يسأل الله الناس عما أجابوا المرسلين، ويسأل المرسلين عما بلغوا).
وقال السدي: (يقول: فلنسألن الأمم: ما عملوا فيما جاءت به الرسل؟ ولنسألن الرسل: هل بلغوا ما أرسلوا به). وقال مجاهد: (﴿فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ﴾، الأمم، ولنسألن الذين أرسلنا إليهم عما ائتمناهم عليه: هل بلغوا؟ ).
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾ [القصص: ٦٥].
٢ - وقال تعالى: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾ [المائدة: ١٠٩].
أخرج ابن ماجه بسند صحيح عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - ﷺ -: [يجيء النبيُّ
(٢) حديث صحيح. أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٢/ ٤٤١/ ٢)، وانظر المسند (٦/ ٤١)، وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة - برقم (١٣٧٢)، وانظر صحيح الجامِع (٦٩٣).
(٣) حديث صحيح. أخرجه الحاكم بإسناد صحيح من حديث ابن عباس مرفوعًا. انظر المرجع السابق (٦٩٢)، وتخريج فقه السيرة (٣٧٠)، وتخريج الحلال (٣٤٠).