يسارك ثلاثًا. قال: فعلت ذلك فأذهبه الله تعالى عني] (١).
الحديث الرابع: أخرج الإمام أحمد في المسند - بسند صحيح - من حديث الحارث الأشعري، عن النبي - ﷺ - قال: [وآمركم أن تذكروا الله تعالى، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في إثره سراعًا حتى إذا أتى على حصن حصين، فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يَحْرِزُ نَفْسَه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى] (٢).
وقوله: ﴿قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا﴾.
المذؤوم: المعيب، والمدحور: المُقْصَى. قال قتادة: (يقول: اخرج منها لعينًا مَنْفِيًّا).
وقال ابن عباس: (﴿مَذْءُومًا﴾: ممقوتًا. قال: يقول: صغيرًا منفيًا).
وعن مجاهد: (﴿مَذْءُومًا﴾، قال: مَنْفِيًّا، ﴿مَدْحُورًا﴾، قال: مطرودًا). وعن التميمي: (سأل ابن عباس: ما ﴿اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا﴾، قال: مقيتًا). وقال الربيع بن أنس: (مذؤومًا: منفيًا، والمدحور: المُصَغَّرُ).
وقوله: ﴿لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ﴾.
تَوَعُّدٌ من الله بالانتقام منه ومن أتباعه.
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ [السجدة: ١٣].
٢ - وقال تعالى: ﴿قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (٦٣) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (٦٤) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا﴾ [الإسراء: ٦٣ - ٦٥].
(٢) حديث صحيح. أخرجه أحمد في المسند (٤/ ٢٠٢)، والترمذي في الجامع (٢٨٦٧). وانظر صحيح الجامع الصغير - حديث رقم - (١٧٢٠) - وهو جزء من حديث طويل.