وقوله تعالى: ﴿وَيَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾.
أسكن الله تعالى آدم وزوجته الجنة بعد أن أهبط منها إبليس بمعصيته وأخرجه منها، وأباح الله تعالى لهما كل ثمرات الجنة إلا شجرة بعينها جعلها سبحانه موضع الاختبار، فحذرهما من الزلل ومخالفة الأمر.
وقوله تعالى: ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ﴾.
قال ابن جرير: (ومعنى الكلام: فجذب إبليس إلى آدم حوّاء، وألقى إليهما: ما نهاكما ربكما عن أكل ثمر هذه الشجرة، إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين، ليبدي لهما ما واراه الله عنهما من عوراتهما فغطاه بستره الذي ستره عليهما).
وقوله تعالى: ﴿وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ﴾.
قال قتادة: (فحلف لهما بالله حتى خدعهما، وقد يُخْدَع المؤمن بالله، فقال: إني خُلِقْتُ قبلكما، وأنا أعلم منكما، فاتبعاني أرشدكما)
وقوله: ﴿فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ﴾.
أي: فخدعهما بغرور، فما زال بهما حتى خُدعا بكلامه ووسوسته.
وقوله: ﴿فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾.
أي: فلما وقعا وذاقا ثمر الشجرة التي حرمها الله عليهما، أعراهما ربهما من الكسوة التي كان كساهما وتفضل عليهما، فهرعا إلى ورق الجنة لتغطية ما بدا من عوراتهما.
قال ابن عباس: (جعلا يأخذان من ورق الجنة، فيجعلان على سوآتهما).
وقوله: ﴿وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾.
أي: نادي الله تعالى آدم وحواء: ألم أنهكما عن أكل ثمر تلك الشجرة وأحذركم عداوة إبليس ومحاولاته النيل من نَعيمكما، وأنه لكما عدو مبين، حاسد ظلوم.
قوله تعالى: ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.
قال الضحاك: (هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه).