٢ - وقال سعيد: (من الشِّقوة والسعادة). وقال مجاهد: (كشقي وسعيد).
وقال أيضًا: (ما كتب لهم من الشقاوة والسعادة). وقال: (ما قد سبق من الكتاب). وقال: (قوم يعملون أعمالًا لا بُدَّ لهم من أن يعملوها).
٣ - وقال ابن عباس: ﴿أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ﴾، يقول: نصيبهم من الأعمال، من عمل خيرًا جُزِيَ به، ومن عمل شرًا جزي به). وقال مجاهد: (من أحكام الكتاب، على قدر أعمالهم). وقال قتادة: (ينالهم نصيبهم في الآخرة من أعمالهم التي عملوا وأسلفوا).
٤ - وقال الضحاك: (﴿أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ﴾: ما وُعِدوا فيه من خير أو شر).
٥ - وقال ابن عباس: (ينالهم ما كتب عليهم. يقول: قد كتب لمن يفتري على الله أن وجهه مسوَدٌّ).
٦ - وقال الربيع بن أنس: (﴿أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ﴾، مما كتب لهم من الرزق).
وقال القرظي: (عمله ورزقه وعمره). وقال ابن زيد: (من الأعمال والأرزاق والأعمار، فإذا فني هذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم، وقد فرغوا من هذه الأشياء كلها).
قلت: وبالجمع بين هذه الأقوال يكون المعنى: أولئك ينالهم نصيبهم مما مضى وسبق في علم الله وكتبه في اللوح المحفوظ من سيرهم على منهاج أهل الشقاوة، واستمتاعهم بما قسم لهم من الأرزاق والأيام بشهواتهم التي أطلقوها في الغي والضلال، ثم في الآخرة ينزل بهم نصيبهم من العذاب والنكال.
وقوله: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ﴾.
أي: إن لحظات الغرغرة وصعود الروح هي بداية نزول العذاب المكتوب عليهم بعد فوات الحياة الدنيا وضياع العمر في الكبر والضلال، فإذا ما نزلت ملائكة العذاب وتبعهم ملك الموت لقبض الروح أيقنوا - حين سألوهم أين ما كنتم تعبدون وتدعون من دون الله لينقذوكم من ورطتكم هذه وأليم ما أنتم قادمون عليه - أنهم كانوا كافرين وقد فات العمر ومضى.