وبكتابِكَ وبِرُسُلِكَ وصَلَّيْتُ وَصُمْتُ وَتَصَدَّقْتُ، ويُثْني بِخَيْر ما استطاع، فيقول: ها هنا إذن. قال: ثُم يقال له: الآن نَبْعَثُ شاهِدَنا عليكَ، وَيَتَفَكَّرُ في نفسه: مَنْ ذا الذي يَشْهَدُ عَلَيَّ؟ فَيُخْتَمُ على فيه، وَيُقال لِفَخِذِهِ وَلَحْمِهِ وعِظامه: انطِقي، فتنطِقُ فَخِذُهُ ولَحْمُهُ وعِظَامُهُ بعَمَلِهِ، وذلك لِيُعْذِرَ من نفسه. وذلك المنافق، وذلك الذي يَسْخَطُ الله عليه] (١).
وقوله: ﴿وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴾.
أي: يكذبون وينكرون ولا يصدقون.
٥٢ - ٥٣. قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥٢) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٥٣)﴾.
في هذه الآيات: يقول جل ثناؤه: ولقد جئنا هؤلاء الكفار - يا محمد - بالقرآن أنزلناه إليك مفصلًا على علم منا بحقٍّ فصلناه فيه لنميز به الباطل، ليكون هداية ورحمة لقوم يؤمنون. هل ينتظر هؤلاء المشركون ما يؤول إليه أمرهم من ورودهم العذاب، فإنه يوم يجيء ما يؤول إليه أمرهم من عقاب الله يقول الذين فرطوا وضيعوا من قبل ذلك في الدنيا، لقد أتتنا رسل الله بالرسالة والنذارة، فهل لنا من أصدقاء وأولياء ليشفعوا لنا اليوم للنجاة من أهوال ما نرى من العذاب، أو نرد إلى الدنيا لنصلح العمل والمنهج ونعبد الله لا نشرك به شيئًا، لقد أفلسوا اليوم وخسروا الصفقة، وَأُهينت أنفسهم بالعذاب، وحاد عنهم أولياؤهم الذين كانوا يزعمون افتراء أنهم أربابهم من دون الله.
فقوله: ﴿وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ﴾.
يعني القرآن بيناه ليعرفه من تدبره، فهو كتاب مفصَّل مبين. فيه بيان لكل ما يتعلق بالإنسان والكون والحياة، وفيه خبر قصة الخلود في الآخرة - فريق في الجنة وفريق في