إلى الإمام، إذا لم يكن ما وصلوا إليه بغلبة وقهر، يفعل ما فيه صلاح أهل الإسلام، وقد يدخل فيه ما غلب عليه الجيش بقهر).
والخلاصة: الأنفال هي الزيادات على القَسْم، ويشهد لهذا المعنى أسباب نزول الآية كما سبق.
وقوله: ﴿قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ﴾. قال ابن جريج: (مَلَّكَه الله رسوله، يقسمه كما أراه الله).
وقوله: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾. قال القرطبي: (أمر بالتقوى والإصلاح، أي كونوا مجتمعين على أمر الله في الدعاء: اللَّهُمَّ أصلح ذات البَيْنِ، أي الحال التي يقع بها الاجتماع. فدل هذا على التصريح بأنه شَجَر بينهم اختلاف. أو مالَت النفوس إلى التَّشاحّ، كما هو منصوص في الحديث). وعن السدي: (﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ أي: لا تستبّوا).
قال ابن عباس: (هذا تحريج من الله على المؤمنين أن يتقوا ويصلحوا ذات بينهم).
وقال ابن كثير: (أي: اتقوا الله في أموركم، وأصلحوا فيما بينكم ولا تظالموا ولا تخاصموا ولا تشاجروا، فما آتاكم الله من الهدى والعلم خير مما تختصمون بسببه).
وقوله: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
قال ابن زيد: (فسلموا لله ولرسوله، يحكمان فيها بما شاءا، ويضعانها حيث أرادا).
قال ابن جرير: (﴿إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ إن كنتم مصدقين رسول الله فيما آتاكم من عند ربكم).
٢ - ٤. قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٢) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٤)﴾.
في هذه الآيات: إن علامة صدق الإيمان في حياة المؤمنين خوف قلوبهم وخشية أفئدتهم إذا ذكر الله تعالى، ثم إذا تليت آياته ازدادت قلوبهم إيمانًا، وهم لا يرجون