وترك أموالهم وديارهم). وقال السدي: (لطلب المشركين).
وأما قوله: ﴿يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ﴾. قيل: قول بعضهم للنبي - ﷺ - يوم بدر: (أخرجتنا للعير ولم تعلمنا قتالًا فنستعد له).
قال ابن جرير: (كما أخرجك ربك بالحق على كره من فريق من المؤمنين، كذلك يجادلونك في الحق بعدما تبيّن - وهو لقاء العدو -).
ثم قال سبحانه: ﴿كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ﴾. قال ابن إسحاق: (أي كراهة للقاء القوم، وإنكارًا لمسير قريش حين ذكروا لهم).
ثم قال جل ذكره: ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ﴾. قال قتادة: (الطائفتان، إحداهما: أبو سفيان بن حرب إذ أقبل بالعير من الشام، والطائفة الأخرى: أبو جهل معه نفر من قريش، فكره المسلمون الشوكة والقتال، وأحبوا أن يلقوا العير، وأراد الله ما أراد).
وقال ابن إسحاق: (قوله: ﴿وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ﴾: أي الغنيمة دون الحرب).
ثم قال عز وجل: ﴿وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ﴾.
قال ابن جرير: (ويريد الله أن يحق الإسلام ويعليه ﴿بِكَلِمَاتِهِ﴾ بأمره إياكم أيها المؤمنون بقتال الكفار، وأنتم تريدون الغنيمة والمال، ﴿وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ﴾: يريد أن يَجُبَّ أصل الجاحدين توحيدَ الله).
وقال ابن إسحاق: (أي الوقعة التي أوقع بصناديد قريش وقادتهم يوم بدر).
فالله سبحانه أيها المؤمنون يحب المعالي والقوة والشوكة، وذلك هو الجهاد في سبيله لقهر عدوه ونصر دينه وكلمته، وأن تلتقي السيوف بالسيوف، سيوف الحق التي تقهر سيوف الباطل، وأنت تحبون ما هو دون ذلك من المال ومتاع الحياة الدنيا.
قال سبحانه: ﴿لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾. قال قتادة: (هم المشركون).
٩ - ١٤. قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (٩) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ