يقولوا لا إله إلا الله، فمن قالها فقد عصم مني مالَهُ ونفسَه إلا بحقِّه، وحسابُه على الله] (١) الحديث.
الحديث الثالث: أخرج مسلم في صحيحه عن المقداد بن الأسود أنه قال: [يا رسول الله أرأيتَ إنْ لقيتُ رجلًا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يديَّ بالسيف فقطعها ثم لاذ مني بشجرة فقال: أسلمت لله، أفأقتله يا رسول الله بعد أن قالها؟ قال رسول الله - ﷺ -: لا تقتله، قال: فقلت: يا رسول الله إنه قد قطعَ يدي ثم قال ذلك بعد أن قطعها أفأقتله؟ قال رسول الله - ﷺ -: لا تقتله، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله، وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال] (٢).
وقوله تعالى: ﴿وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾.
أي: إن أعرضوا عن الحق والإيمان ولم ينتهوا فاعلموا أن الله ناصركم ومعينكم، فلا يضيع من تولاه، ولا يغلب من نصره، فاستمسكوا بعونه وثقوا بولايته ونصرته، إنه تعالى نعم المولى ونعم النصير.
٤١. قوله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤١)﴾.
في هذه الآية: تَفْصيلٌ من الله تعالى لشرع تقسيم المغانم، وتشريع الخمس، وَبَيَانٌ لمصارف هذا الخمس، وأن إخراجه هو من أمر الصدق في الإيمان بالله واليوم الآخر وما أنزل الله تعالى على رسوله - ﷺ - يوم بدر، يوم الفرقان، يوم فَرَّق الله بين الحق والباطل والله على كل شيء قدير.
لقد أخرج النبي - ﷺ - يوم بدر الخمس من الغنيمة، ثم قسم أربعة الأخماس بين المقاتلين، ونزلت الآية: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾، تبين كيفية تقسيم الغنائم بعد القتال.

(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح - حديث رقم - (١٣٩٩) - كتاب الزكاة -، باب وجوب الزكاة، وكذلك (١٤٥٧)، (٧٢٨٤)، ورواه مسلم.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (١/ ٦٦ - ٦٩) - كتاب الإيمان -. انظر مختصر صحيح مسلم (٦).


الصفحة التالية
Icon