حتى قتلتها، فقال النبي - ﷺ -: ألا اشهدوا: أن دمها هدر] (١).
وقوله تعالى: ﴿أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
قال السدي: (قوله: ﴿أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ﴾، من بعد عهدهم، ﴿وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ﴾، يقول: هموا بإخراجه فأخرجوه، ﴿وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾، بالقتال).
وقال مجاهد: (﴿وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾، قال: قتال قريش حلفاءَ محمد - ﷺ -).
قال القاسمي: (﴿أَتَخْشَوْنَهُمْ﴾ أي أتخافون أن ينالكم منهم مكروه حتى تتركوا قتالهم ﴿فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ﴾ بمخالفة أمره وترك قتالهم ﴿إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ يعني أن قضية الإيمان الصحيح أن لا يخشى المؤمن إلا ربه، ولا يبالي بمن سواه، كقوله تعالى: ﴿وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ﴾ - قاله الزمخشري - وفيه من التشديد ما لا يخفى).
وقوله تعالى: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾.
يعزم تعالى بذلك على المؤمنين ويحرضهم على قتال المشركين وأعداء هذا الدين الناكثين لأيمانهم وعهودهم ومواثيقهم.
قال السدي: (﴿وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾، قال: خزاعة، يشف صدورهم من بني بكر).
والآية عامة في كل زمان ومكان، لمواجهة كل من نكث العهود وطعن في المواثيق وأظهر الغدر والإفساد، فواجب على الحاكم المسلم أن ينبذ إليهم ويؤدبهم.
فخلاصة المعنى: قاتلوهم - معشر المؤمنين - يعذبهم الله بآلام الجراحات والموت ويخزهم بالأسر والاسترقاق والقهر ويعطيكم الظفر والغلبة عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين صبروا حتى أراهم الله تعالى ذل عدوهم.