أوطاس بقيادة الزبير بن العوام أثناء فرارهم وانتشار الفوضى في صفوف المنهزمين، حتى إن أبا طلحةَ وحده قتل عشرين رجلًا منهم وأخذ أسلابهم.
يروي أبو داود بسند حسن عن أنس بن مالك قال: [قال رسول الله - ﷺ - يومئذ -يعني يوم حنين - من قتل كافرًا فله سلبه. فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلًا وأخذَ أسلابَهُم] (١).
وكذلك فقد لقي المئات من بني نصر بن معاوية ومن بني رئاب مصرعهم وهما من أهم فروع هوازن، وذلك حين اشتد فيهم القتل وسلط الله عليهم المؤمنين.
قال ابن إسحاق: (واستحرَّ القتل من بني نَصر في بني رئاب).
وقال ابن هشام: (فلما انتهى الزبير إلى أصل الثنية أبصر القوم، فَصَمَدَ لهم، فلم يزل يُطاعنهم حتى أزاحهم عنها).
وروي أن عليًا قتل منهم يومئذ أربعين رجلًا.
ثم إن رسول الله - ﷺ - أمر بتعقب الفارين لكسر شوكتهم، وذلك بقتلهم وتشريدهم لئلا يعودوا، وشجع رجاله يومئذ بأن سَلَبَ المشرك لقاتله.
يروي البخاري في صحيحه عن أبي قتادة قال: [وجلس النبي - ﷺ - فقال: من قتل قتيلًا، له عليه بَيّنَة، فله سلبه] (٢).
وهو عند أبي داود من حديث أنس بلفظ: [من قتل كافرًا فله سلبه].
وفي لفظ الحاكم من طريق أنس: [فقتل أبو قتادة يومئذ عشرين رجلًا، وأخذ أسلابهم. فقال أبو قتادة: يا رسول الله! ضربت رجلًا على حبل العاتق، وعليه درع له، فأعجلت عنه أن آخذ سلبه، فانظر من هو يا رسول الله؟ فقال رجل: يا رسول الله! أنا أخذتها، فأرضِهِ منها، فأعطِنيها! فسكت النبي - ﷺ -، وكان لا يُسْألُ شيئًا إلا أعطاه، أو سكت، فقال عمر: لا والله، لا يفيء الله على أسد من أسده ويعطيكها! فضحك رسول الله - ﷺ -] (٣).
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح - حديث رقم - (٤٣٢١) - كتاب المغازي - باب قول الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ﴾.
(٣) حديث صحيح. أخرجه الحاكم (٢/ ١٣٠) على شرط مسلم. وانظر السلسلة الصحيحة (٢١٠٩).