وأما (شوّال): من شالت الإبل بأذنابها للطِّراق.
وأما (القَعدة): بفتح القاف وكسرها لقعودهم فيه عن القتال والتَّرحال، و (الحِجَّة): بكسر الحاء وفتحها، فإنه سمي بذلك لإيقاعهم الحج فيه.
وأما الأيام فأولها الأحد، ثم ثانيها الاثنين، ثم الثلاثاء ثالثها، والأربعاء رابعها، والخميس خامسها، والجمعة سادسها، وآخرها السبت، وهو القطع، لانتهاء العدد عند (١).
فقوله تعالى: ﴿مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾، هي الثلاثة المتواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان، والإضافة إلى مضر إنما هي لبيان صحة مذهبهم فيه: أنه بين جمادى وشعبان، لا كما تظن ربيعة أنه بين شعبان وشوال، وهو رمضان بلا شك.
قال الحافظ ابن كثير: (وإنما كانت الأشهر المحرمة أربعة، ثلاثة سَردٌ، وواحد فرد، لأجل أداء مناسك الحج والعمرة، فحرم قبل شهر الحج شهر، وهو ذو القعدة، لأنهم يقعدون فيه عن القتال، وحُرِّم شهر ذي الحجة لأنهم يوقعون فيه الحج ويشتغلون فيه بأداء المناسك، وحرم بعده شهر آخر، وهو المحرم، ليرجعوا فيه إلى نائي أقصى بلادهم آمنين، وحُرِّمَ رجب في وسط الحول، لأجل زيارة البيت والاعتمار به، لمن يقدم إليه من أقصى جزيرة العرب، فيزوره ثم يعود إلى وطنه فيه آمنًا).
وقوله: ﴿ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾. أي: الشرع الحق المستقيم.
قال السدي: (المستقيم).
وقال ابن زيد: (﴿ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾، قال: الأمر القيم. يقول: قال تعالى: واعلموا، أيها الناس، أن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله الذي كتب فيه كل ما هو كائن، وأن من هذه الاثني عشر شهرًا أربعةُ أشهر حرمًا، ذلك دين الله المستقيم، لا ما يفعله النسيء من تحليله ما يحلل من شهور السنة، وتحريمه ما يحرِّمه منها).
أرجِّي أن أعيش وأن يَوْمِي | بِأوَّلَ أو بأَهْونَ أو جُبَار |
أو التالي دُبَارَ فإن أَفُتْه | فَمُؤنِسَ أو عَرُوبةَ أو شِيَار |