فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا}، فأخبر كيف يكون من أمرهم لو خرجوا، ومع هذا ما خرجوا، وهذا كما في التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ [الأنعام: ٢٨].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ﴾ [الأنفال: ٢٣].
٣ - وقال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (٦٦) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (٦٧) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾ [النساء: ٦٦ - ٦٨].
ومن كنوز السنة الصحيحة في آفاق ذلك أحاديث:
الحديث الأول: أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: [قَدّر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرضين بخمسين ألفَ سنة] (١).
الحديث الثاني: أخرج الإمام الترمذي بسند صحيح من حديث عبادة بن الصامت قال: إني سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: [إنَّ أوَّلَ ما خلق الله القلمَ، فقال: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتب القَدَرَ ما كان وما هو كائن إلى الأبد] (٢).
وله شاهد عند أبي يعلى والبيهقي من حديث ابن عباس مرفوعًا: [إن أول شيء خلقه الله تعالى القلم، وأمره أن يكتب كل شيء يكون].
الحديث الثالث: أخرج الطبراني بسند جيد عن أبي الدرداء، عن النبي - ﷺ - قال: [فرغ الله عز وجل إلى كل عبد من خمس: من أجله ورزقه وأثره ومضجعه وشقي أو سعيد] (٣). وفي رواية: (من عمله وأجله ورزقه وأثره ومضجعه).

(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٨/ ٥١)، وأخرجه الترمذي في الجامع - حديث رقم - (٢٢٥٩). وانظر صحيح سنن الترمذي (١٧٥٠).
(٢) حديث صحيح. أخرجه الترمذي (٢٢٥٨) في أبواب القدر، انظر صحيح سنن الترمذي (١٧٤٩)، وانظر للشاهد كتاب "الأسماء والصفات" للبيهقي ص (٢٧١)، ومسند أبي يعلى (١/ ١٢٦)، وسلسلة الأحاديث الصحيحة - حديث رقم - (١٣٣).
(٣) حديث جيد. أخرجه الطبراني كما في "المجمع" (٧/ ١٩٥)، وأحمد (٥/ ١٩٧). انظر صحيح الجامع الصغير (٤٠٧٧)، (٤٠٧٨)، وكتابي: أصل الدين والإيمان (٨١٣) لتفصيل البحث.


الصفحة التالية
Icon