فقال رسول الله - ﷺ -: وأيُّ داءٍ أَدْوَأُ من البخل؟ ! ولكن سَيّدكم الفتى الأبيض الجَعْدُ، بشرُ بن البراء بن مَعْرور] (١).
وقوله: ﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ﴾.
قال ابن كثير: (أي: لا محيدَ لهم عنها، ولا محيص ولا مَهْرب).
وقوله: ﴿إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ﴾.
قال ابن عباس: (يقول: إن تصبك في سفرك هذه الغزوة تبوك، ﴿حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ﴾، قال: الجدُّ وأصحابه).
وقال قتادة: (إن كان فتح للمسلمين، كبر ذلك عليهم وساءَهم).
وقوله: ﴿إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ﴾.
قال ابن جرير: (وإن تصبك مصيبة بفلول جيشك فيها، يقول الجدَّ ونظراؤه: ﴿قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ﴾، أي: قد أخذنا حذَرنا بتخلّفنا عن محمد، وترك أتباعه إلى عدوه، ﴿مِنْ قَبْلُ﴾، يقول: من قبل أن تصيبه هذه المصيبة، ﴿وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ﴾، يقول: ويرتدُّوا عن محمد وهم فرحون بما أصاب محمدًا وأصحابه من المصيبة، بفلول أصحابه وانهزامهم عنه، وقتل من قُتِلَ منهم).
وقوله تعالى: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾.
إرشادٌ من الله تعالى نبيّه - ﷺ - كيف يجيبُ خصومه في عداوتهم التامة وشكهم في نصر الله وفرجه: قل لهم - أيها المرتابون في دينهم - نحن تحت مشيئة الله وحكمه وأمره، لن يصيبنا إلا ما كتبه علينا في اللوح المحفوظ وقضاه لنا، ﴿هُوَ مَوْلَانَا﴾ أي ناصرنا وسيدنا وملجؤنا، ونحن متوكلون عليه واثقون بنصره وفرجه إنه سبحانه نعم المولى ونعم النصير.
والحديث له شواهد وطرق. راجع "الإصابة" (١/ ١٥٠/ ٦٥٤)، وتفسير ابن كثير (٣٥٤٣) - سورة التوبة، آية (٤٩) - تحقيق المهدي. فهو حديث حسن إن شاء الله.