قال الإمام أحمد: (التوكل عمل القلب).
وقال سهل: (التوكل الاسترسال مع الله مع ما يريد).
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (المقدور يكتنفه أمران: التوكل قبله والرضا بعده).
وقيل: (التوكل إسقاط التدبير) - يعني الإستسلام لتدبير الرب لك، وهذا في باب التجربة الابتلائية وليس في باب الأمر والنهي.
وفي الصحيحين - واللفظ لمسلم - عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله - ﷺ - كان يقول: [اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أَنَبْتُ، وبك خاصَمْت. اللهم إني أعوذ بعزتك، لا إله إلا أنت أن تُضِلَّني، أنت الحيّ الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون] (١).
٥٢ - ٥٥. قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (٥٢) قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ (٥٣) وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ (٥٤) فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (٥٥)﴾.
في هذه الآيات: يقول تعالى ذكره لنبيه - ﷺ -: قل - يا محمد - لهؤلاء المنافقين: هل ترقبون بنا إلا النصر أو الشهادة؟ ! فنحن ننتظر بكم نزول نقمة الله بكم بعذاب من عنده أو بأيدينا فانتظروا إنا منتظرون.
إنكم لن ينفعكم الإنفاق في أي حال ما دمتم كفرتم بالوحي وأنكرتم النبوة، ثم سخرتم بالصلاة وأتيتموها كسالى ولا تنفقون إلا وأنتم كارهون.