قلت: وهذا الحكم خاص في حياة النبي - ﷺ - لأمرين اثنين:
الأول: أن النبي - ﷺ - كان يعرف آله وأهله.
والثاني: أنه - ﷺ - كان يكفي بني هاشم في حياته مقابل منع قبول الصدقة عنهم.
وأما اليوم فلا حجة بكلام بعضهم أنه من آل بيت النبي - ﷺ - فلا تحل له الصدقة لأمرين اثنين:
الأول: ربما لا يكون في التحقيق من آل بيته - ﷺ -.
والثاني: لقد غاب النبي - ﷺ - حيث كان يكفيهم.
٤ - قوله: ﴿وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ﴾.
المؤلفة قلوبهم أصناف:
أ - منهم من يعطى من الزكاة ليسلم.
ب - ومنهم من يعطى منها ليحسن إسلامه ويثبت قلبه.
ج - ومنهم من يعطى لما يرجى من إسلام نظرائه.
د - ومنهم من يعطى ليجبي الصدقات ممن يليه، أو ليدفع عن حوزة المسلمين الضرر من أطراف البلاد.
ففي صحيح مسلم عن ابن شهاب قال: [غزا رسول الله - ﷺ - غزوة الفتح فتح مكة، ثم خرج رسول الله - ﷺ - بمن معه من المسلمين، فاقتتلوا بِحُنَيْن، فنصر الله دينه والمسلمين. وأعطى رسول الله - ﷺ - يومئذ صفوان بن أمية مئة من النّعَم، ثم مئة، ثم مئة. قال ابن شهاب: حدثني سعيد بن المسيب أن صفوان قال: والله لقد أعطاني رسول الله - ﷺ - ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إليّ، فما برح - وفي لفظ: فما زال - يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليّ] (١).
وأعطى يوم حنين جماعة من صناديد الطلقاء وأشرافهم: مئة من الإبل، ليحسن إسلامهم وتثبت قلوبهم.
وقال - كما يروي البخاري عن سعد بن أبي وقاص -: [إني لأُعطي الرجل وغيرهُ

(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٢٣١٣)، وأخرجه أحمد في المسند (٣/ ٤٠١)، (٦/ ٤٦٥)، وأخرجه الترمذي في السنن (٦٦٦).


الصفحة التالية
Icon