ناقتك كانت وكنت في سبيل الله، ولو أعطيتَها من نَفَقَتِكَ أخْلَفَكَها الله] (١).
٨ - قوله: ﴿وَابْنِ السَّبِيلِ﴾.
وهو المسافر انقطع ببلد السفر وإن كان غنيًا في بلده، فيعطى ما يكفيه إلى بلده.
قال الحافظ ابن كثير: (وكذلك ابن السبيل: وهو المسافر المجتاز في بلد ليس معه شيء يستعينُ به على سفره، فَيُعْطى من الصدقات ما يكفيه إلى بلده وإن كان له مال. هذا الحكمُ فيمن أراد إنشاءَ سفر من بلده وليس معه شيءٌ، فيُعطى من مال الزكاة كفايته في ذهابه وإيابه).
وقوله: ﴿فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ﴾.
قال ابن جرير: (يقول جل ثناؤُه: قَسْمٌ قَسَمَهُ الله لهم، فأوجبه في أموال أهل الأموال لهم).
وقوله: ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.
أي عليم بمصالح عباده ودقائق أمور حياتهم وظروفهم وبظواهر الأمور وبواطنها، حكيم في تشريعه لهم وقسمته زكاة أموالهم ومصارفها وفي قوله وفعله وقَدَره.
٦١ - ٦٤. قوله تعالى: ﴿وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٦١) يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (٦٢) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (٦٣) يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (٦٤)﴾.
في هذه الآيات: يخبر تعالى عن بعض المنافقين الذين يؤذون رسول الله - ﷺ -

(١) حديث صحيح. أخرجه أبو داود في السنن (١٩٩٠) - كتاب المناسك -. وانظر صحيح سنن أبي داود - حديث رقم - (١٧٥٣)، وأخرجه الحاكم (١/ ١٨٣)، والبيهقي (٦/ ١٦٤)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة - حديث رقم - (٣٠٦٩).


الصفحة التالية
Icon