قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾ [النساء: ١٤٥].
أي: النار موعد المنافقين والمنافقات والكفار مقابل تمردهم في الكفر وانسلاخهم عن كل خير، وهي كفايتهم في العذاب إضافة إلى الطرد واللعن في عذاب مستمر.
قال النسفي: (﴿حَسْبُهُمْ﴾ فيه دلالة على عظم عذابها وأنه بحيث لا يزاد عليه. ﴿وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ﴾ وأهانهم مع التعذيب وجعلهم مذمومين ملحقين بالشياطين الملاعين. ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾ دائم معهم في العاجل لا ينفكون عنه، وهو ما يقاسونه من تعب النفاق والظاهر المخالف للباطن خوفًا من المسلمين وما يحذرونه أبدًا من الفضيحة ونزول العذاب إن اطلع على أسرارهم).
وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت النبي - ﷺ - يقول: [يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقًا واحدًا] (١).
وفي جامع الترمذي ومسند الإمام أحمد بسند حسن عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - ﷺ - قال: [يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثالَ الذر في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، يُساقون إلى سِجن في جهنم يسمى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يُسْقون من عصارة أهل النار، طينةِ الخبال] (٢).
٦٩ - ٧٠. قوله تعالى: ﴿كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٦٩) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ
(٢) حديث حسن. انظر صحيح سنن الترمذي (٢٠٢٥). ورواه أحمد. انظر تخريج مشكاة المصابيح (٥١١٢)، وصحيح الجامع الصغير - حديث رقم - (٧٨٩٦).