وعن ابن إسحاق: (﴿وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ﴾ إلى قوله: ﴿حَزَنًا﴾ قال: وهم البكاؤون، كانوا سبعة).
وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
قال القاسمي: (﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ﴾ أي بالعتاب والعقاب ﴿عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ﴾ أي قادرون على تحصيل الأهبة ﴿رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ﴾ أي من النساء والصبيان وسائر أصناف العاجزين. أي رضوا بالدناءة والضعة والانتظام في جملة الخوالف).
وقال ابن جرير: (﴿وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِم﴾، يقول: وختم الله على قلوبهم بما كسبوا من الذنوب، ﴿فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾، سوء عاقبتهم، بتخلفهم عنك، وتركهم الجهاد معك، وما عليهم من قبيح الثناء في الدنيا، وعظيم البلاء في الآخرة).
٩٤ - ٩٦. قوله تعالى: ﴿يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٩٤) سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٩٥) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (٩٦)﴾.
في هذه الآيات: إخبارٌ من الله تعالى عن المنافقين في حرصهم على الاعتذار إليكم عند وصولكم المدينة، فقولوا لهم: لن نصدقكم في محاولتكم وقد أخبرنا الله عن صفاتكم وأحوالكم ومحاولاتكم وسيُظهر الله أعمالكم للناس في الدنيا ثم يوم القيامة يخبركم سبحانه بما صدر منكم، وما اجترحتم من آثام ويجزيكم بها. إنهم سيحلفون بالله لكم معتذرين بكل وسيلة فأعرضوا عنهم تصغيرًا لشأنهم واحتقارًا لسلوكهم فإنهم "رجس" أي: خبثاء نجسة بواطنهم واعتقاداتهم ومآلهم في الآخرة إلى جهنم مقابل آثامهم ونفاقهم. إنهم سيحلفون لكم محاولين إرضاءكم خشية عاقبة الأمور وتغير


الصفحة التالية
Icon