النبي - ﷺ - فقال: تُقَبِّلون الصِّبيان؟ فما نُقَبِّلُهم، فقال النبي - ﷺ -: أو أمْلِكُ لك أن نزعَ الله من قلبك الرحمة] (١).
وقوله: ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾، أي عليم بالمؤمن من عباده من المنافق، وبمن يستحق العلم والإيمان ممن لا يستحق، وبكل أحوال عباده وخلقه، حكيم في قسمته الإيمان والعمل والعلم والجهل والنفاق، وفي كل قدره وشرعه.
وقوله تعالى: ﴿وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.
قال ابن زيد: (هؤلاء المنافقون من الأعراب، الذين إنما ينفقون رياءً، اتقاءَ أن يُغْزَوْا أو يحاربوا أو يقاتلوا، ويرون نفقتهم مغرمًا. ألا تراه يقول: ﴿وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ﴾؟ ).
قال ابن جرير: (﴿مَغْرَمًا﴾، يعني: غرمًا لزمه، لا يرجو له ثوابًا، ولا يدفع به عن نفسه عقابًا، ﴿وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ﴾، يقول: وينتظرون بكم الدوائر، أن تدور بها الأيام والليالي إلى مكروهٍ،... ، وغلبة عدو لكم. يقول الله تعالى ذكره: ﴿عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ﴾، يقول: جعل الله دائرة السوء عليهم، ونزول المكروه بهم).
وقال ابن كثير: (﴿وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ أي: سميع لدعاء عباده، عليم بمن يستحق النصر ممن يستحق الخذلان).
وقوله تعالى: ﴿وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٩٩)﴾.
هذا الصنف من الأعراب هو الأقرب إلى الله تعالى، وهم موضع المدح من بين ما قبلهم، فهم إنما صَدَقُوا الله الإيمان وصَدّقوا بالدار الآخرة وعملوا ما استطاعوا من القربات لرضاء ربهم ونيل استغفار نبيهم لهم، وقد وعدهم سبحانه أن يدخلهم في رحمته ويتجاوز عن سيئاتهم.
قال ابن عباس: (﴿وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ﴾، يعني: استغفار النبي عليه السلام).
وقال قتادة: (دعاء الرسول، هذه ثَنِيَّةُ الله من الأعراب).