١٠٠. قوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٠٠)﴾.
في هذه الآية: ثناء الله تعالى على السابقين للإسلام، من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، فقد رضي الله عن منهاجهم، ورضوا عن شرعه وقدره وما أعدّه لهم، في روضات الجنات تجري من تحتها الأنهار، مع الخلود في لذات النعيم، وذلك هو الفوز العظيم.
فقوله: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصار﴾
قال الشعبي: (السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار من أدرك بيعة الرضوان عام الحديبية).
وقال قتادة: (هم الذين صلوا إلى القبلتين مع رسول الله - ﷺ -).
قلت: ولا شك أن السبق إلى الإسلام والمسارعة إلى الحق أوائل الدعوة يندرج تحت مسمى السابقين الأولين، وقد كان في المهاجرين والأنصار أبطال ذلك وفرسانه.
وقد جعل الله للسبق في الإيمان منزلة عالية بين الناس، فذم من يحاول إيذاء الأوائل من السابقين، ممن أسلموا من بعدهم، فإن للسبق حرمة ومكانة.
وفي ذلك أحاديث:
الحديث الأول: أخرج الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: [كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء، فسبَّه خالد، فقال رسول الله - ﷺ -: لا تسبوا أحدًا من أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبًا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه] (١).
والحديث يشير إلى عبد الرحمن من السابقين الأولين وممن أسلم قبل الفتح وشهد بيعة الرضوان، فهم أفضل وأخص بصحبته ممن أسلم بعد بيعة الرضوان ومنهم خالد،