الناس! أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، وصَلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام] (١).
١٨ - ٢٠. قوله تعالى: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١٨) وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٩) وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (٢٠)﴾.
في هذه الآيات: توبيخُ الله المشركين في عبادتهم ما لا يضرهم ولا ينفعهم وادعائهم حصول الشفاعة لهم منهم، فقل لهم - يا محمد -: هل تخبرون الله بما لا يعلم في السماوات والأرض! تنزه الله عما يشركون. إن الناس كانوا على دين واحد فتفرقت بهم السبل حين اتبعوا الشياطين، ولولا قضاء الله أن لا يهلك قومًا إلا بعد انقضاء آجالهم لفصل بينهم بإهلاك المجرمين ونجاة المؤمنين. إن المشركين يطالبون بالمعجزات لإثبات النبوة، والله تعالى يُقَدِّرُ ما يصلح شؤون عباده، وهو علام الغيوب.
فقوله: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ﴾. أي: ويعبد هؤلاء المشركون - يا محمد - من دون الله ما لا يملك لهم نفعًا ولا ضرًا. قال النسفي: (﴿مَا لَا يَضُرُّهُمْ﴾ إن تركوا عبادتها ﴿وَلَا يَنْفَعُهُمْ﴾ إن عبدوها).
وقوله: ﴿وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾. قال القرطبي: (وهذه غاية الجهالة منهم، حيث ينتظرون الشفاعة في المآل ممن لا يوجد منه نفع ولا ضر في الحال. وقيل: ﴿شُفَعَاؤُنَا﴾ أي تشفع لنا عند الله في إصلاح معائشنا في الدنيا).
وقوله: ﴿قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾.

(١) حديث صحيح. رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم من حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه. انظر صحيح الترغيب (١/ ٦١٢) - كتاب النوافل.


الصفحة التالية
Icon