لا يليق الكبر إلا بالله العظيم، فهو الجبار المتكبر وحده لا شريك له.
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ﴾ [سبأ: ٤٥].
٢ - وقال تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٨٢) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ [غافر: ٨٢، ٨٣].
- وقال تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [فصلت: ٥٣].
ومن كنوز صحيح السنة ما يدل على آفاق هذا المعنى في اقتراب انقراض هذا البنيان المادي المهدّد من داخله بالدمار والخراب، وعودة أساليب القوة إلى ما كانت عليه في كشف البطولات وكفاءات الرجال والأبطال:
الحديث الأول: أخرج الإمام أحمد في المسند بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا: [لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قَوْمًا صِغارَ الأعين، عِرَاض الوجوه، كان أعيُنَهم حَدَقُ الجراد، كأن وجوههم المِجانُّ المُطْرَقة، ينتعلون الشَّعْرَ، ويتخذون الدَّرْقَ، حتى يربطوا خيولهم بالنخل] (١).
الحديث الثاني: أخرج أبو داود بإسناد صحيح عن ذي مِخْبَر قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: [ستصالحون الروم صلحًا آمنًا، فتغزون أنتم وهم عدوًا من ورائكم، فتُنْصَرون وتغنمون وتسلمون ثم ترجعون، حتى تنزلوا بِمَرْج ذي تُلول، فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب، فيقول: غَلَبَ الصليبُ، فيغضب رجل من المسلمين فيدقه فعند ذلك تغدرُ الروم، وتجمع للملحمة. (زاد بعضهم: فيثور المسلمون إلى أسلحتهم، فيقتتلون، فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة)] (٢).
(٢) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (٤٢٩٢) - (٤٢٩٣) - كتاب الملاحم، باب ما يذكر من ملاحم الروم. وانظر صحيح أبي داود (٣٦٠٧) - (٣٦٠٨)، وصحيح الجامع الصغير حديث رقم (٣٦٠٦).