٣ - وقال تعالى: ﴿كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا﴾ [مريم: ٨٢].
٤ - وقال تعالى: ﴿قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (٣٢) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [سبأ: ٣٢، ٣٣].
وقوله تعالى: ﴿فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ﴾.
قال مجاهد: (يقول ذلك كل شيء كان يُعْبَدُ من دون الله).
قال ابن كثير: (وفي هذا تبكيتٌ عظيم للمشركين الذين عبدوا مع الله غيره، مِمّن لا يسمع ولا يُبصر، ولا يغني عنهم شيئًا، ولم يأمرهم بذلك ولا رضيَ به ولا أراده، بل تبرأ منهم في وقت أحوج ما يكونون إليه، وقد تركوا عبادة الحي القيوم، السميع البصير، القادر على كل شيء، العليم بكل شيء...).
وقوله: ﴿هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ﴾. قال مجاهد: (تختبر). وهناك قراءة أخرى مشهورة قرأها بعض أهل الكوفة والحجاز "تتلو" - قال ابن زيد: (تعاينه). وقيل بل معناه: تتبع كل نفس ما قدّمت في الدنيا لذلك اليوم، وقيل: بل المعنى: يمثل لكل قوم ما كانوا يعبدون فيتبعونهم حتى يوردوهم النار، وهذا المعنى وارد في السنة الصحيحة:
أخرج عبد الله بن أحمد في "السنة" بسند صحيح عن ابن مسعود مرفوعًا: [... ثم ينادي مناد: أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا أن يولي كل ناس ما كان يتولى ويعبد في الدنيا؟ أليس ذلك عدلًا من ربكم؟ قالوا: بلى فينطلقون، فيتمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون، فمنهم من ينطلق إلى الشمس، ومنهم من ينطلق إلى القمر، وإلى الأوثان، ويتمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى، ولمن كان يعبد عزيرًا شيطان عزير..] (١).
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعًا: [يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقول: مَنْ كان يعبدُ شيئًا فَلْيتَّبِعْه، فيتَّبعُ مَنْ يَعْبُدُ الشَّمسَ الشَّمسَ، ويتَّبعُ مَنْ يَعْبُدُ