وقوله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾.
ذهب المفسرون إلى أن فضل الله ورحمته هو القرآن والإسلام، أو الإسلام والقرآن، فإن القرآن وانتساب المرء إلى أهله هو خير من كل ما يحرص عليه الناس في هذه الحياة الدنيا من الأموال والذهب والفضة.
١ - قال قتادة: (أما فضله فالإسلام، وأما رحمته فالقرآن). وقال مجاهد: (﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ﴾، قال: القرآن).
٢ - قال هلال بن يساف: (﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾، قال: بالإسلام الذي هداكم، وبالقرآن الذي علّمكم). وعنه قال: (﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ﴾، قال: بالإسلام والقرآن، ﴿فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾، من الذهب والفضة).
٣ - قال ابن عباس: (﴿بِفَضْلِ اللَّهِ﴾، القرآن، ﴿وَبِرَحْمَتِهِ﴾، حين جعلهم من أهل القرآن).
قلت: فإذا كان يوم القيامة فرحَ صاحب القرآن بتكريمه أمام الخلق وبتتويجه. وفي ذلك أحاديث من صحيح السنة العطرة:
الحديث الأول: أخرج الترمذي والحاكم بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: [يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حَلِّهِ، فَيُلْبَسُ تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيلبَسُ حُلَّةَ الكرامة، ثم يقول: يا رب ارضَ عنه فيرضى عنه فيقول: اقرأ وارق ويُزاد بكل آية حسنة] (١).
الحديث الثاني: أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: [اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه] (٢).
الحديث الثالث: أخرج الإمام مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال

(١) حديث حسن. أخرجه الترمذي في السنن - حديث رقم - (٣٠٨٨) - كتاب (أبواب فضائل القرآن). انظر صحيح سنن الترمذي - حديث رقم - (٢٣٢٨).
(٢) حديث صحيح. انظر مختصر صحيح مسلم - حديث رقم - (٢٠٩٥) - كتاب فضائل القرآن.


الصفحة التالية
Icon