رسول الله - ﷺ -: [الماهر بالقرآن مع السَّفَرَةِ الكرام البَررَة، والذي يقرأ القرآن ويَتَتَعْتَعُ فيه وهو عليه شاق له أجران] (١).
٥٩ - ٦١. قوله تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (٥٩) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (٦٠) وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (٦١)﴾.
في هذه الآيات: ذَمُّ الله تعالى المشركين الذين يتجرؤون على الله بالتحليل والتحريم دون علم، بل يفترون الكذب ويمضون خلف أهوائهم، فما ظنهم إذا وقفوا بين يدي ربهم يوم القيامة؟ ! إنّ الله لذو تفضل على خلقه بتأجيل معاقبتهم، وأكثر الناس لا يشكرون. إنه ما تكون - يا محمد - في حال أو عمل أو تلاوة للقرآن - وكذلك أنتم أيها الناس - فإنكم لا تعلمون شيئًا إلا والله مطلع عليه وعلى جميع شؤونكم، فلا يغيب عنه - جَلت عظمته - دقائق أعمالكم، بل كل صغير وكبير مسطر في اللوح المحفوظ.
فقوله تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ﴾. فيه أقوال متقاربة متكاملة.
١ - قال ابن عباس: (﴿فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا﴾ قال: الحرث والأنعام). وقال مجاهد: (البحائر والسُّيَّب). أو قال: (في البحيرة والسائبة).
٢ - وقال قتادة: (يقول: كل رزق لم أحرِّم حَرَّمْتُموه على أنفسكم من نسائكم وأموالكم وأولادكم، آلله أذن لكم فيما حرمتم من ذلك، أم على الله تفترون).
٣ - وعن ابن عباس: (﴿أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ﴾ قال: هم أهل الشرك).