الأول: ﴿أَتَقُولُونَ﴾ وقولهم محذوف، أي هذا سحر. والإنكار الثاني: ﴿أَسِحْرٌ هَذَا﴾ خبر ومبتدأ. وهو استفهام إنكار من قول موسى وليس من قولهم، لأنهم بتّوا القول بأنه سحر. قال القاسمي: (فهو مستأنف لإنكار كونه سحرًا، وتكذيب لقولهم، وتوبيخ لهم على ذلك إثر توبيخ).
وقوله: ﴿وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ﴾. أي: ولا يظفر الساحرون ولا فلاح لهم ولا بقاء.
وقوله: ﴿قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا﴾. أي: لتصرفنا عن الدين الذي وجدنا عليه آباءنا قبل مجيئك إلينا. قال قتادة: (لتلوينا عما وجدنا عليه آباءنا).
وقوله: ﴿وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ﴾ - يعني السلطان والملك والعظمة. قال مجاهد: (السلطان في الأرض). أو قال: (الملك). وقال الضحاك: (﴿وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ﴾، قال: الطاعة).
وقوله: ﴿وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ﴾. أي: ونحن غير مقرين لكما بالرسالة - يا موسى وهارون.
٧٩ - ٨٢. قوله تعالى: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (٧٩) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (٨٠) فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (٨١) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (٨٢)﴾.
في هذه الآيات: إِخْبَارُ الله تعالى نبيّه - ﷺ - عن استنفار فرعون سحرته لمقارعة موسى بما معه من الحق، وتحذير موسى السحرة أن السحر باطل لا يصمد أمام الحق والله لا يصلح عمل المفسدين. بل يحق الله الحق ويرفع أهله ولو كره المجرمون.
فقوله تعالى: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ﴾ - محاولة من فرعون لطمس الحق المبين، بالبهرجة على الناس بحركات المشعوذين وزخارف السحرة المبطلين، ولكن الأمر مضى بعكس ما أحبّ، فانقلب السحر على الساحر، وآمن السحرة وخروا لله ساجدين.
وقوله تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ﴾ - أي من حبالكم


الصفحة التالية
Icon