عنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: [سيكون في آخر الزمان شُرَطة يغدون في غضب الله وَيَرُوحونَ في سخط الله، فإياك أن تكون من بطانتهم] (١).
٩٠ - ٩٣. قوله تعالى: ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٩٠) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٩١) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (٩٢) وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٩٣)﴾.
في هذه الآيات: قِصَّةُ اختراقِ بني إسرائيل البحر مع موسى ومطاردة فرعون وجنوده لهم، وإعلان فرعون الإيمان لحظة الغرق وقد فات الأوان، وجَعْل الله جسده باقيًا للعبرة تنظر إليه الأمم المتعاقبة. وإخبار الله تعالى عن بعض نعمه الجليلة على بني إسرائيل بعد إهلاكه فرعون، وحصول الخلاف بينهم بعد حصول العلم ظلمًا وبغيًا، والله يقضي بينهم ويجازيهم يوم القيامة بأعمالهم.
فقوله: ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا﴾ الآية.
فإن بني إسرائيل لما خرجوا من مصر صحبة موسى عليه السلام في حوالي ست مئة ألف مقاتل - فيما ذكر - سوى الذرية، أتبعهم فرعون وركب وراءهم بجيوش هائلة وفي أبَّهةٍ عظيمة، ولم يتخلف عنه أحد ممن له دولة وسلطان في سائر مملكته، فلحقوهم وقت شروق الشمس. ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ [الشعراء: ٦١]. وسأل أصحاب موسى نبيّهم كيف المخلص والنجاة مما نحن فيه؟ فيقول: ﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [الشعراء: ٦٢]، إني أمرت أن أسلك ها هنا، ثم أمره الله تعالى أن يضرب البحر بعصاه، فضربه فانفلق ﴿فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ﴾ [الشعراء: ٦٣]، أي كالجبل العظيم، وصار اثني عشر طريقًا، لكلِ سبط واحد. وأمر الله الريح فنشفت