٢ - وقال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا﴾ [الأنعام: ١٠٧].
٣ - وقال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [النحل: ٩٣].
٤ - وقال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: ٩٩]. أي إن آمنوا - يا محمد - فبمشيئة ربكَ لا بإكراهك لهم، ولا بحرصك على ذلك منهم.
٥ - وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [يونس: ١٠٠].
قال ابن عباس: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا﴾ [يونس: ٩٩]، ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [يونس: ١٠٠]، ونحو هذا في القرآن، فإن رسول الله - ﷺ - كان يحرص أن يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى، فأخبره الله أنه لا يؤمن إلا من قد سبق له من الله السعادة في الذكر الأول، ولا يضل إلا من سبق لهُ من الله الشقاء في الذكر الأول).
وعن سفيان: (﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾، قال: بقضاء الله).
وعن ابن عباس: (﴿وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ﴾ قال: السَّخَط). أي: ويجعل اللهُ الضلال والخبال والسخط على الذين لا يعقلون حججه وأدلته، ولا يفهمون أبعاد اتباع الهوى ومغبة تعظيم الشبهات والشهوات.
وقوله: ﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾. إرشاد من الله تعالى عباده إلى النظر في أرجاء هذا الكون الفسيح والتفكر بدقائق آياته ومخلوقاته: سواء في السموات: كالكواكب النيّرات والأفلاك والمجرّات، الثوابت منها والسيّارات، إلى الشمس والقمر، وتعاقب الليل والنهار، وما أنزل الله من السماء من البرد والثلج والمطر، فأحيا به في الأرض الينابيع والنبات والشجر، ومختلف الدواب وصنوف البشر، وفي الأرض آيات عظيمة أخر، كالجبال والسهول والقفار والوديان والبحيرات والبساتين والنهر، كل ذلكَ يدل على وجوب تعظيم الملك المقتدر.
وقوله: ﴿وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ﴾.
أي: وما تفيدُ الحجج والعبر والرسل وعظيم الآيات من قومٍ كتب اللهُ عليهم