بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ٣. قوله تعالى: ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (١) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٢) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (٣)﴾.
في هذه الآياتِ: انْتِصارٌ من الله تعالى لهذا الكتاب المبين، فهو القرآن العربي المعجز لقوم يعقلون، وفيه يقصّ الله سبحانه خير القصص على نبيه - ﷺ - ما كان يعلمها - لتكون له عونًا في سبيل دعوته، ومجاهدة قومه، وليصبر والعاقبة للصابرين.
فقوله: ﴿الر﴾ - هو شأن ما سبقه من الحروف المقطعة التي وردت أوائل بعض السور. وخلاصة القول فيها: هذا القرآن من جنس هذه الأحرف العربية التي تتكلمون وتتخاطبون بها، ولكنه يتألق بإعجازه ليعلو كل كلام للبشر، ولا يرقى كلام أحد له بحال من الأحوال.
وقوله: ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾.
تَأْكيدٌ لما سبق ذكره من آفاق معاني تلك الحروف، وانْتِصارٌ لهذا الكتاب العزيز المبين، فهو القرآن الواضح الجلي الذي يُفصح عن معاني الخلق ومغزى الحياة وخبر الماضي والحاضر والمستقبل، في إعجاز في البيان لا يُسْبَقُ ولا يُجارى.
وقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾.
قال ابن كثير: (وذلك لأن لغة العرب أفصَحُ اللغات وأبينُها وأوسعُها، وأكثرُها تأديةً للمعاني التي تقوم بالنفوس، فلهذا أُنزِلَ أشرفُ الكُتب بأشرف اللغات على أشرف الرسل، بسِفارة أشرَف الملائكة، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض، وابتُدئ إنزالُه في أشرف شهور السنة وهو رمضان، فكمُلَ من كلِّ الوجوه).


الصفحة التالية
Icon