فقوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾.
قال ابن عباس: (كانت الرؤيا فيهم وحيًا). وقال قتادة: (رأى أبويه وإخوته سجودًا له). وقال: (الكواكب إخوته، والشمس والقمر أبواه). وعن ابن جريجٍ: (قوله: ﴿إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا﴾، إخوته ﴿وَالشَّمْسَ﴾، أمه، ﴿وَالْقَمَرَ﴾، أبوه).
فالآية إخبار من الله تعالى لنبيه محمد - ﷺ - عن قصة أخيه يوسف عليه الصلاة والسلام مع أبيه يعقوب صلوات الله وسلامه عليه، وما كان من رؤيته لأحد عشر كوكبًا - والذين كانوا إخوته - أحد عشر رجلًا - والشمس والقمر عبارة عن أبيه وأمه، فوقع تفسير هذه الرؤيا بعد أربعين سنة، وقيل: ثمانين سنة، والله تعالى أعلم. وذلك حين رفع أبويه على العرش، وهو سريره، وإخوته بين يديه، كما قال تعالى في آخر هذه السور: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا﴾ [يوسف: ١٠٠].
وقد جاءت السنة الصحيحة بوفير الثناء وأعطره على يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام، في ذرية عطرة اختصَّها الله تعالى بالنبوة:
الحديث الأول: أخرج البخاري في صحيحه، وأحمد في مسنده، عن ابن عمر: أن رسول الله - ﷺ - قال: [الكريم ابنُ الكريم ابنُ الكريم ابنُ الكريم، يوسف بنُ يعقوبَ بن إسحاقَ بن إبراهيم] (١).
الحديث الثاني: أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [سُئِلَ رسولُ الله - ﷺ -: أيُّ الناس أكرمُ؟ قال: أكرمُهم عند الله أتقاهم. قالوا: ليس عن هذا نسألُك. قال: فأكرمُ الناس يوسف نبي الله، ابنُ نبي الله، ابن نبي الله، ابنِ خليل الله. قالوا: ليسَ عن هذا نسألك. قال: فعن معادن العرب تسألوني؟ قالوا: نعم. قال: فخيارُكم في الجاهلية خيارُكم في الإسلام إذا فَقِهُوا] (٢).
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣٣٥٣)، (٣٣٧٤)، (٣٣٨٣)، وأخرجه مسلم (٢٣٧٨)، (٢٥٢٦)، وأخرجه أحمد (٢/ ٢٥٧)، وابن حبان (٩٢)، (٦٣٦)، وغيرهم.