١١ - ١٥. قوله تعالى: ﴿قَالُوا يَاأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (١١) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (١٢) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (١٣) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (١٤) فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (١٥)﴾.
في هذه الآيات: توطئة إخوة يوسف لأبيهم بعدما بيّتوا أمرهم في إرساله معهم يتنزه ويلعب وهم له حافظون. وتردُّدِ والدهم أول الأمر خشية الذئب أو الضياع على ولده الغلام وهم عنه غافلون. وتأكيد الإخوة لأبيهم حرصهم على أخيهم وهم عصبة وإلَّا فهم خاسرون. وَوَحْيُ الله تعالى إلى يوسف حين علم مكرهم أنه تعالى سيجعل له من ذلك الضيق مَخرجًا، ونَصْرًا وفرجًا، وهم لا يشعرون.
فقوله تعالى: ﴿قَالُوا يَاأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ﴾.
هو قول إخوة يوسف لأبيهم يعقوب - عليه السلام - بعد تواطئهم على أخذ يوسف وطرحه في البئر، فوطؤوا لوالدهم بهذه المقدمة ليصلوا إلى مرادهم وقد امتلأت قلوبهم بالحسد على يوسف لحب أبيه له. قال ابن جرير: (﴿وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ﴾، نَحُوطُهُ ونكلؤه).
وقوله: ﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾. قال ابن عباس: (يسعى وينشط). أو قال: (يلهو وينشط ويسعى). وقال الضحاك: (يتلهّى ويلعب).
وقراءة أبي عمرو: ﴿نرتَعْ ونلعب﴾، وقراءة أهل الكوفة ﴿يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ وهي الأشهر.
وقوله: ﴿وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ - أي: نحفظه ونحوطه من أجلك فلا يناله سوء.
وقوله تعالى: ﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾.
إِخْبارٌ من الله تعالى عن مشاعر يعقوب عليه السلام تجاه ما سأله أبناؤه من إرساله يوسف معهم إلى الرعي في الصحراء، فإنه وجد أن ذلك يشق عليه لفرط محبته ليوسف