كله خير، إن أصابه ما يحب حمد الله وكان له خير، وإن أصابه ما يكره فصبر كان له خير، وليس كل أحد أمره كله خير إلا المؤمن] (١).
وله شاهد رواه عبد الله بن أحمد في مسند أبيه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - ﷺ -: [عجبًا للمؤمن لا يقضي الله له شيئًا إلا كان خيرًا له] (٢).
١٩ - ٢٢. قوله تعالى: ﴿وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَابُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (١٩) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (٢٠) وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٢١) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٢٢)﴾.
في هذه الآيات: وُرُودُ بعض المارة يسقون من البئر، فاستبشروا بوجود غلام، واتفقوا على إخفاء ذلك عن أصحابهم بأنهم اشتروه من أهل الماء لئلا يشركوهم فيه، ثم باعوه بثمن زهيد ليستفيدوا من ثمنه قبل تدخل غيرهم. وكان الذي اشتراه من مصر عزيزها وهو الوزير بها وأوصى به امرأته، وقد أراد الله بذلك تمكين يوسف في الأرض، ثم آتاه الله العلم والحكمة - حين بلغ أشده - والله يجزي المحسنين.
قال قتادة: (﴿فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ﴾ يقال: أرسلوا رسولهم، فلما أدلى دلوه تشبث بها الغلام). أو قال: (فتشبث الغلام بالدلو، فلما خرج قال: ﴿يَابُشْرَى هَذَا غُلَامٌ﴾. قال: تباشروا به حين أخرجوه، - أو قال: بشرهم واردهم حين وجد يوسف - قال: وهي بئر بأرض بيت المقدس معلومٌ مكانها).

(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٦/ ١٦)، والدارمي (٢/ ٣١٨)، وبنحوه روى مسلم المرفوع في صحيحه (٨/ ٢٢٧)، وهو رواية لأحمد (٤/ ٣٣٢) (٦/ ١٥)، وسنده صحيح على شرط مسلم.
(٢) حديث صحيح. رواه عبد الله بن أحمد في مسند أبيه (٥/ ٢٤)، وأبو يعلى (٢٠٠/ ٢)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة - حديث رقم - (١٤٨).


الصفحة التالية
Icon