٢ - وعن مجاهد قال: (إخوة يوسف أحد عشر رجلًا، باعوه حين أخرجه المدلي بدلوه).
٣ - قال قتادة: (﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾، وهم سيارة الذين باعوه). وقال: (البخس: الظلم). وقال عكرمة: (البخس: القليل).
قلت: والراجح في الضمير في ﴿وَأَسَرُّوهُ﴾ ﴿وَشَرَوْهُ﴾ أنه يعود على السيارة، وهم أولئك القوم المسافرون أثناء مسيرهم، فهم الذين باعوا يوسف بثمن زهيد دراهم قليلة ليستفيدوا من ثمنه قبل غيرهم أن يشركهم، وبعيد أن يكون الضمير يعود على إخوة يوسف لأنهم اقترحوا إلقاءه في البئر: ﴿يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ﴾، ولم يكونوا يبحثون عن تجارة ببيع يوسف وإنما أرادوا التخلص منه، والله تعالى أعلم.
وقوله: ﴿وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ﴾ - قال الضحاك: (وذلك أنهم لم يعلموا نُبُوَّتَهُ ومنزلته عند الله عز وجل).
وقوله: ﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ﴾ - قال ابن جريج: (منزلته). أي: هو قول الذي اشترى يوسف من بائعه بمصر، قال لامرأته: أكرمى منزلته. وعن قتادة: ﴿أَكْرِمِي مَثْوَاهُ﴾، منزلته، وهي امرأة العزيز). قال ابن جرير: (يقول: أكرمي موضع مقامه، وذلك حين يثوي ويُقيم فيه).
وكان الذي اشتراه من مصر عزيزها، وهو الوزير بها. قال السدي: (انطُلق بيوسف إلى مصر، فاشتراه العزيز ملك مصر، فانطلق به إلى بيته فقال لامرأته: ﴿أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾).
وقوله: ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ﴾ - قال ابن جرير: (يقول عز وجل: وكما أنقذنا يوسف من أيدي إخوته وقد هموا بقتله، وأخرجناه من الجبّ بعدَ أن ألقي فيه، فصيرناه إلى الكرامة والمنزلة الرفيعة عند عزيز مصر، كذلك مكّنا له في الأرض، فجعلناه على خزائنها).
وقوله: ﴿وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ - قال مجاهد: (عبارة الرؤيا)، وقال السدي: (تعبير الرؤيا).
وقوله: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾ - قال سعيد بن جبير: (أي: فعال لما يشاء).