وعيادة مرضاهم وحسن الخلق والمعاملة، مما دفع الرجلان لاستشارته في رؤياهم والتماس الخير على يديه.
وقوله: ﴿قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا﴾.
قال ابن عباس: (إنما عُلِّمَ فَعَلِمَ). وقال السدي: (قال يوسف لهما: ﴿لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ﴾، في النوم، ﴿إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ﴾، في اليقظة).
وقوله: ﴿ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي﴾ - قال ابن جرير: (يقول: هذا الذي أذكر أني أعلمه من تعبير الرؤيا، مما علمني ربي فعلمته).
وذلك أني اجتنبت ملة قوم كفروا بالله واليوم الآخر. قال النسفي: (وهم أهل مصر ومن كان الفتيان على دينهم). وهو قوله: ﴿إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾.
قال ابن كثير: (يقول: هجرتُ طريقَ الكفر والشرك، وسلكتُ طريقَ هؤلاء المرسلين - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - وهكذا يكونُ حالُ من سَلَكَ طريق الهدى، واتبع طريق المرسلين، وأعرضَ عن طريق الضالين، فإن الله يهدي قلبه ويُعَلِّمه ما لم يكن يَعْلَمُه، ويجعَلُه إمامًا يقتدى به في الخير، وداعيًا إلى سبيل الرشاد).
وقوله: ﴿وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ﴾.
قال النسفي: (وهي الملة الحنيفية. وذكر الآباء ليريهما أنه من بيت النبوة بعد أن عرفهما أنه نبي يوحى إليه بما ذكر من إخباره بالغيوب ليقوي رغبتهما في اتباع قوله).
وقوله: ﴿مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ﴾ - هذه صفة آل النبوة واتباع الرسل، الإقرار بأنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وإفراده تعالى بالدعاء والعبادة والتعظيم.
وقوله: ﴿ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾.
قال القرطبي: (قيل: ﴿ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا﴾ إذ جعلنا أنبياء، ﴿وَعَلَى النَّاسِ﴾ إذ جعلنا الرسل إليهم. ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾ على نعمة التوحيد والإيمان).
٣٩ - ٤١. قوله تعالى: {يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (٣٩) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا