قال ابن عباس: (﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾ قال: كل دابة). وقال الضحاك: (يعني كل دابة، والناس منهم).
وقال مجاهد: (﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾، قال: ما جاءها من رزق فمن الله، وربما لم يرزقها حتى تموت جوعًا، ولكن ما كان من رزق فمن الله).
ومن أقوال أهل التأويل في المستقر والمستودع:
١ - عن ابن عباس: (﴿مُسْتَقَرَّهَا﴾، حيث تأوي، ﴿وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾، حيث تموت).
٢ - وعن مجاهد: (﴿وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا﴾، في الرحم، ﴿وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾، في الصلب، مثل التي في "الأنعام").
٣ - وعن إبراهيم، عن عبد الله: (المستقر: الرحم، والمستودع: المكان الذي تموت فيه).
٤ - وقال الربيع بن أنس: (مستقرها: أيام حياتها، ومستودعها: حيث تموت، ومن حيث تُبْعث).
قال ابن جرير: (ويعني بقوله: ﴿كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾، مبين عدد كل دابة، ومبلغ أرزاقها، وقدر قرارها في مستقرها، ومدّة لبثها في مستودعها. كل ذلك في كتاب عند الله مثبت مكتوب، ﴿مُبِينٍ﴾، يبين لمن قرأه أن ذلك مثبت مكتوب قبل أن يخلقها ويوجدها. وهذا إخبارٌ من الله جل ثناؤه الذين كانوا يثنون صدورهم ليستخفوا منه، أنه قد علم الأشياء كلها وأثبتها في كتاب عنده قبل أن يخلقها ويوجدها).
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (٣٨)﴾ [الأنعام: ٣٨].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (٥٩)﴾ [الأنعام: ٥٩].
ومن كنوز السنة الصحيحة في آفاق هذا المعنى أحاديث:
الحديث الأول: أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو قال: قال


الصفحة التالية
Icon