وعن قتادة: (﴿ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ﴾، يعني بنيامين، وهو أخو يوسف لأبيه وأمه).
وعن مجاهد: (﴿وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ﴾، يوسف يقوله: أنا خيرُ من يُضيف بمصر).
وعن ابن إسحاق: (﴿وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ﴾، لنجتهدنّ) - أي: في إقناع أبينا بإرساله معنا بنيامين - قال: (ثم أمر ببضاعتهم التي أعطاهم بها ما أعطاهم من الطعام، فجعلت في رحالهم وهم لا يعلمون).
وفي تأويل قوله: ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ ثلاثة أقوال ذكرها ابن جرير ومن بعده ابن كثير:
١ - قيل: خشي يوسفُ - عليه السلام - ألا يكون عِندهم بضاعةٌ أخرى يرجعون للميرة بها.
٢ - وقيل: تَذَمَّمَ أن يأخذ من أبيه وإخوته عِوَضًا عن الطعام.
٣ - وقيل: أراد أنْ يَرُدَّهُم إذا وجدوها في متاعهم تَحَرُّجًا وتورُّعًا لأنه يعلم ذلك منهم. والله أعلم.
٦٣ - ٦٦. قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَاأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٦٣) قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٦٤) وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَاأَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (٦٥) قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (٦٦)﴾.
في هذه الآيات: رُجوعُ إخوة يوسف إلى أبيهم يشكون إليه منع الكيل عنهم حتى يرسل معهم أخاهم ويتعهدون بحفظه. وَفَتْحُهُم متاعهم ليجدوا فيه بضاعتهم ردت