المفقود ﴿إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ إلينا، فأتمم إحسانك، أو من عادتك الإحسان فَاجْرِ على عادتك ولا تغيّرها).
وقوله تعالى: ﴿قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ﴾.
قال ابن إسحاق: (يقول: إن أخذنا غير الذي وجدنا متاعًا عنده، إنّا إذن نفعل ما ليس لنا فعله ونجورُ على الناس).
٨٠ - ٨٢. قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (٨٠) ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَاأَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (٨١) وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (٨٢)﴾.
في هذه الآيات: فَقْدُ إخوة يوسف الأمل من إطلاق سراح بنيامين، وتَحاوُرُهم في ذلك، ورَفْضُ كبيرهم الرجوع معهم حتى يحظى بسماح والده، ونصيحته لهم إخبار والدهم بحقيقة ما جرى وبتصديق أهل القرية لروايتهم.
فقوله: ﴿فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ﴾ - أي: فلما يئسوا من يوسف أن يخلي سبيل بنيامين ويأخذ منهم واحدًا مكانه. وقال ابن إسحاق: (﴿خَلَصُوا نَجِيًّا﴾، أي: خلا بعضهم ببعض، ثم قالوا: ماذا ترون؟ ). والمقصود: أنهم انفردوا عن الناس يتناجون بينهم فيما حصل، وينظرون كيف يخلصون من غضب أبيهم وسخطه وكيف يعتذرون!
وقوله: ﴿قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ﴾.
أي: قال أكبرهم وهو فيما ذكر - روبيل - ألم تعلموا - أيها القوم - أن أباكم يعقوب قد أخذ عليكم عهود الله ومواثيقه لتردن إليه بنيامين إلا أن يحاط بكم، هذا إضافة إلى ما كان من تفريطكم في يوسف من قبل.


الصفحة التالية
Icon