وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩)﴾ [الشعراء: ٨٨، ٨٩].
٢ - وقال تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (٢٠)﴾ [الشورى: ٢٠].
٣ - وقال تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (١٨) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (١٩) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (٢٠) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (٢١)﴾ [الإسراء: ١٨ - ٢١].
ومن كنوز السنة الصحيحة في معنى هاتين الآيتين أحاديث:
الحديث الأول: أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك، أنه حَدَّثَ عن رسول الله - ﷺ -: [إن الكافِرَ إذا عَمِلَ حَسنَةً أُطْعِمَ بها طُعْمَةً من الدنيا، وأما المؤمن فإن الله يَدَّخِرُ له حسناتِه في الآخرة ويُعْقِبُهُ رِزْقًا في الدنيا على طاعته] (١).
الحديث الثاني: أخرج الإمام مسلم في صحيحه، وأحمد في مسنده، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - ﷺ -: [إن الله لا يظلم مؤمنًا حسنته، يعطى بها (وفي رواية: يثاب عليها الرزق في الدنيا) ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنة يجزى بها] (٢).
الحديث الثالث: أخرج الترمذي وابن حبان عن الوليد بن أبي الوليد أبي عثمان المديني أن عُقْبَةَ بنَ مسلم حدَّثه، أن شُفَيًّا الأصبحي حدثه: [أنه دخل المدينة فإذا هو برجل قد اجتمع عليه الناسُ، فقال: من هذا؟ قالوا: أبو هريرة، قال: فدنوت منه، حتى قعدتُ بين يديه، وهو يحدث الناس، فلما سكت وخلا، قلت له: أسألك بحقّ وبحقّ، لمّا حَدَّثتني حدِيثًا سمعته من رسول الله - ﷺ - وعَقِلْتَهُ وعَلِمْتَه، فقال أبو هريرة: أفعلُ، لأُحَدِّثَنَكَ حديثًا حَدَّثنيه رسول الله - ﷺ - عَقِلْتُهُ وعلمتُهُ، ثم نشغَ أبو هريرة نشغة
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٨/ ١٣٥) من حديث أنس بن مالك - وهو رواية للحديث السابق، وأخرجه أحمد في المسند (٣/ ١٢٥)، وغيرهما.