﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
١ - ٣. قوله تعالى: ﴿الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (١) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (٢) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (٣)﴾.
في هذه الآيات: انْتِصارُ الله تعالى للقرآن العظيم، الذي يخرج الناس من الظلمات إلى النور المبين، بإذن الله مالك السماوات والأرض وللكافرين عذاب أليم. الذين اختاروا الدنيا على الآخرة ومضوا يصدون الناس عن سبيل الله يبغون إشاعة الكفر والفواحش في الأرض، أولئك أهل الضلال البعيد.
وقوله: ﴿الر﴾. قد سبق القول في الحروف المقطعة أوائل السور، وأن فيها بيانًا لإعجاز هذا القرآن المؤلف من جنس هذه الأحرف، ولا يستطيعُ أحد أن يُرَكِّبَ من مثل هذه الحروف سورة من مثله.
وقوله: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ﴾. تاكيد للمعنى السابق، وانتصار لهذا القرآن، أنزله اللهُ عليكَ - يا محمد - فهو أشرف كتاب أنزله الله من السماء، واختار لحملهِ وتلقيه منه أشرف رسول، بعثهُ الله تعالى إلى العالمين، وختم به النبوة والرسالة إلى الثقلين.
وقوله: ﴿لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾.
قال ابن جرير: (يقول: لتهديهم به من ظلمات الضلالة والكفر، إلى نور الإيمان وضيائه، وتُبَصِّرَ به أهل الجهل والعمى سُبل الرَّشاد والهُدَى).


الصفحة التالية
Icon