٦ - ٨. قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (٦) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (٧) وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (٨)﴾.
في هذه الآيات: تَذْكِيرُ موسى عليه السلام قومه بنعمة الله الكبيرة عليهم في نجاتهم من فرعون وجنده، الذين كانوا يذيقونهم سوء العذاب ويذبحونَ أبناءهم ويستبقون نساءهم، وفي ذلكم اختبار من الله شديد. وَقَضَاءُ الله تعالى بمقابلة شكره بمزيد عطائه ومقابلة جحد نعمه بالحرمان والعذاب الشديد. وإِعْلانُ موسى عليه السلام لقومهِ أن الله تعالى غني عن شكر عباده، وهو الحميد المحمود ولو كفر جميع خلقه، فإنما مردّ الكفر على أهله.
فعن ابن عيينة: (﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾، أياديَ الله عندكم وأيَّامه).
وقوله: ﴿إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ﴾. أي: حين أنجاكم من أهل دين فوعون وطاعته.
وقوله: ﴿يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ﴾. أي: يذيقونكم أذل العذاب وأصعبه، حين كانوا يذبحون مَنْ وجد من أبنائكم، ويستبقون إناثكم.
وقد وردت الآية في سورة البقرة: ﴿يُذَبِّحُونَ﴾، وفي الأعراف: ﴿يُقْتِّلُونَ﴾ بلا واو، وهنا في سورة إبراهيم جاءت مع الواو، فيكون التذبيح هنا زائدًا على جنس العذاب، في حين يكون مفسرًا له حيث ورد بلا واو.
وقوله: ﴿وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾. أي: اختبار عظيم، وبلاء شديد.
وقوله: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾. أي قضى سبحانهُ زيادة نعمه للشاكرين.