لكَ الحَمْدُ أَنْتَ كسوتَنيهِ، أَسألُك مِنْ خَيْرِه وخَيْرِ ما صُنِعَ له، وأعوذُ بك من شرِّه وشَرِّ ما صنِعَ له] (١).
وقوله تعالى: ﴿وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾.
المقصود: أن الله تعالى غني عن شكر عباده، وهو الحميد المحمود ولو كفر جميع خلقهِ، فإنما مردَّ الكفر على أهله.
يروي ابنُ جرير بسندهِ عن أبي روق، عن أبي أيوب، عن علي: (﴿فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ﴾، قال غني عن خلقه، ﴿حَمِيدٌ﴾، قال: مُسْتَحْمِدٌ إليهم).
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ﴾ [الزمر: ٧].
٢ - وقال تعالى: ﴿فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (٦)﴾ [التغابن: ٦].
وفي صحيح السنة العطرة في آفاق هذه الآية أحاديث:
الحديث الأول: أخرج الإمام مسلم من حديث أبي ذر، عن رسول الله - ﷺ - فيما يرويه عن ربه - عز وجل - أنه قال: [يا عبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخركُمْ وإِنْسَكُمْ وجِنَّكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلكَ في ملكي شيئًا. يا عبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخركم وإِنْسَكُمْ وجِنَّكُمْ كانوا على أفجرِ قلب رجل منكم ما نقصَ ذلكَ في ملكي شيئًا. يا عبادي، لو أنَّ أوَّلكُم وآخِركم وإِنْسَكُم وجِنكم قامُوا في صَعيدٍ واحِدٍ فسَأَلُوني فأعطيتُ كُلَّ واحد مَسْألته. ما نقص ذلكَ من مُلكي شيئًا، إلا كما ينقصُ المِخيَطُ إذا أُدْخِلَ في البحر...] الحديث (٢).
الحديث الثاني: أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله - ﷺ -: [قال الله تعالى: إذا أحب عبدي لقائي أحببتُ لقاءه، وإذا كره لقائي كرهتُ لقاءه] (٣). ورواهُ البخاري والنسائي.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٨/ ١٧)، وأخرجه أحمد في المسند (٥/ ١٦٠).
(٣) حديث صحيح. أخرجهُ البخاري (٧٥٠٤)، كتاب التوحيد، ورواهُ أحمد والنسائي ومالك في الموطأ وغيرهم. انظر صحيح الجامع الصغير - حديث رقم - (٤١٧٩).