الحديث الثالث: أخرج الطبراني بسند صحيح عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله - ﷺ -: [قال الله تعالى: يا ابن آدم! مهما عَبَدْتني ورجوتني ولم تُشركْ بي شيئًا غفرتُ لكَ على ما كان مِنْكَ، وإن استقبلتني بملءِ السماء والأرض خطايا وذُنوبًا استقبلتكَ بملئِهنَّ من المغفرة، وأغفِرُ لكَ ولا أُبالي] (١).
٩ - ١٢. قوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (٩) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (١٠) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١١) وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (١٢)﴾.
في هذه الآيات: إِخْبَارُ الله تعالى عن أقوام سالفة لا يعلم عددهم إلا الله رَدُّوا رسلهم بعدما جاؤوهم بالحجج البينات والدلائل القاطعات، وواجهوهم بالتشكيك والتكذيب، وطالبوهم بالمعجزات والخوارق، فقابلهم الرسل بالصبر على الأذى والتوكل على الله، وعلى الله فليتوكل المتوكلون.
فقوله: ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ﴾ - خبر من الله تعالى عن هذه الأقوام المكذبة للرسل - قوم نوح وعاد وثمود ومن بعدهم - لا يعلم ولا يحصي عددهم إلا الله.

(١) حديث صحيح. انظر تخريج: "مشكاة المصابيح" (٣٣٦٥)، وانظر المرجع السابق (٤٢١٧).


الصفحة التالية
Icon