التي تجري تحتها أنهار الماء والعسل واللبن والخمر لذة للنظر والشاربين، ماكثين فيها لا يحولون عنها ولا يزولون، والملائكة يدخلون عليهم ويحيونهم بالسلام.
قال ابن جريج: (﴿تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ﴾: الملائكة يُسلِّمون عليهم في الجنة).
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾ [الرعد: ٢٣، ٢٤].
٢ - وقال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ [الزمر: ٧٣].
٣ - وقال تعالى: ﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [يونس: ١٠].
٤ - وقال تعالى: ﴿وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا﴾ [الفرقان: ٧٥].
ومن كنوز صحيح السنة في ذلك أحاديث:
الحديث الأول: أخرج البزار والطبراني بسند جيد عن عبد الله، عن النبي - ﷺ - قال: [السلامُ اسمٌ من أسماء الله وضعهُ في الأرض، فأفشُوه بينكم، فإن الرجل المسلِمَ إذا مَرَّ بِقَومٍ فسَلَّمَ عليهم فردُّوا عليه، كان له عليهم فضل درجةٍ، فإن لم يردوا عليه ردّ عليهِ من هو خيرٌ منهم وأطيب] (١).
الحديث الثاني: أخرج أحمد في المسند، والشيخان في صحيحيهما عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ -: أخلق اللهُ عز وجلَ آدَمَ على صورته طوله ستون ذراعًا، فلما خلقه قال له: اذهب فسلِّم على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحيةُ ذريتك. قال: فذهب فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلامُ عليكَ ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله. قال: فكلُ من يدخلُ الجنةَ على صورة آدم طوله ستون ذراعًا. فلم يزل ينقص الخلق بعده حتى الآن] (٢).
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣٣٢٦)، كتاب أحاديث الأنبياء، وكذلك (٦٢٢٧)، كتاب الاستئذان، باب بدء السلام. وأخرجه مسلم (٢٨٤١)، كتاب الجنة ونعيمها، ورواه أحمد.