عن علي أنه قال: هما الأفجران من قريش: بنُو أمية، وبنو المغيرة، فأما بنو المغيرة فأحلّوا قومهم دار البوار يوم بدر، وأما بنو أمية فأحلوا قومهم دار البوار يوم أُحُدٍ. وكان أبو جهل يومَ بدر. وأبو سفيان يومَ أحد. وأما دار البَوار فهي جهنم).
وروى نحوهُ ابن أبي حاتم عن عمرو بن مُرّ قال: (سمعتُ عليًا قرأ هذه الآية: ﴿وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ﴾، قال هما الأفجران من قريش، بنو أمية وبنو المغيرة فأهلِكوا يوم بدر، وأما بنو أمية فمتِّعوا إلى حين).
قلت: ولا شك أن الآية عامة تعم في مفهومها جميع الكفار، الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجًا ويتحاكمون لأهوائهم مستهزئين بشرع الله العظيم.
وقوله: ﴿جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ﴾. أي مآلهم إلى النار في الآخرة وبئس المستقر.
قال قتادة: (﴿دَارَ الْبَوَارِ (٢٨) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا﴾ هي دارهم في الآخرة). وقال ابن زيد (﴿دَارَ الْبَوَارِ﴾ النار، قال: وقد بيَّنَ الله ذلكَ وأخبرك به؟ فقال: ﴿جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ﴾).
وقوله تعالى: ﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ﴾.
أي: وجعلوا لله شركاء كي يضلوا الناس عن منهجِ عبادة الله الذي يحبهُ ويرضاه. قل لهم يا محمد: تمتعوا قليلًا بتعظيمِ جاهليتكم فإن مثواكم إلى النار.
قال ابن جرير: (يقول: قل يا محمد لهم: تمتعوا في الحياة الدنيا وعيدًا من الله لهم، لا إباحة لهم التمتع بها، ولا أمرًا على وجهِ العبادة، ولكن توبيخًا وتهديدًا ووعيدًا، وقد بين ذلكَ بقوله: ﴿فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ﴾ يقول: استمتعوا في الحياة الدنيا، فإنها سريعة الزوال عنكم، وإلى النار تصيرون عن قريب، فتعلمون هنالك غبّ تمتعكم في الدنيا بمعاصي الله وكفركم فيها به).
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ﴾ [لقمان: ٢٤].
٢ - قال تعالى: ﴿مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ﴾ [يونس: ٧٠].