وقوله: ﴿رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾. قال ابن جرير: (يقول: فعلت ذلكَ يا ربنا كي تؤدّى فرائضكَ من الصلاة التي أوجبتها عليهم في بيتك المحرّم).
وقوله: ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾ - تتمة الدعاء، وكانت الإجابة بتشريع الحج.
قال مجاهد: (لو قال أفئدة الناس تهوي إليهم، لازدحمت عليهم فارس والروم).
وقال عكرمة وعطاء وطاووس: (البيت تهوي إليهِ قلوبهم يأتونه). وقالوا: (الحج - هواهم إلى مكة أن يحجوا). وقال ابن عباس: (إن إبراهيم خليل الرحمن، سأل الله أن يجعل أناسًا من الناس يهوَوْن سكنى أو سكن مكة).
والخلاصة: لقد استجاب الله تعالى دعوة أبينا إبراهيم عليه السلام، فشرع الحج، وشرع العمرة، يَستهوي ذلك قلوب المسلمين إلى تلك الديار فتنزع إليها.
وقوله: ﴿وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾.
قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: وارزقهم من ثمرات النبات والأشجار ما رزقت سكان الأرياف والقرى التي هي ذوات المياه والأنهار، وإن كنتَ أسكنتهم واديًا غير ذي زرع ولا ماء، فرزقهم الله جلّ ثناؤه ذلك).
وفي التنزيل: ﴿أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا﴾ [القصص: ٥٧].
وقوله تعالى: ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ﴾.
قال ابن عباس ومقاتل: (تعلم جميع ما أخفيه وما أعلنه من الوجد بإسماعيل وأمه حيث أُسْكِنَا بوادٍ غير ذي زرع).
وقيل: قوله: ﴿وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ﴾ - هو قول إبراهيم. وقيل هو من قول الله تعالى.
وقوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾. ثناء على الله تعالى من إبراهيم عليه السلام وشكر له على إجابته دعوته فيما سأله من الولد، وقد رزقه الله ما رزقه من الولد بعد الكِبَر رحمة منه وآية من لدنه، واللهُ