ورواه الحاكم بلفظ: [ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كَرْبٌ، أو بلاءٌ، من أمر الدنيا دعا به فَفُرِّجَ عنه؟ دعاء ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانكَ إني كنتُ من الظالمين].
وقوله تعالى: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾.
متابعة الدعاء من إبراهيم عليه السلام: إذ سأل ربهُ أن يجعلهُ محافظًا على الصلاة مقيمًا لحدودها هو وذريته في ذلك، وأن يتقبل الله تعالى دعاءه في كل ما سألهُ.
وقوله تعالى: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾.
قال ابن كثير: (وقرأ بعضهم ﴿ولوالدي﴾ على الإفراد. وكان هذا قبل أن يتبرأ من أبيه، لما تَبَيَّن له عداوته لله عز وجل ﴿وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾، أي: كلّهم، ﴿يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾ أي: يوم تحاسبُ عبادكَ فتجزيهم بأعمالهم، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشرٌّ).
٤٢ - ٤٦. قوله تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (٤٢) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (٤٣) وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (٤٤) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (٤٥) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (٤٦)﴾.
في هذه الآيات: خِطَابُ الله تعالى نبيّه - ﷺ - مسليًا له بأنه - جلت عظمته - غير غافل عن مكر الظالمين، إنما يؤخرهم ليوم المذلة والخزي الذي سيحيط بهم صاغرين. فأنذر الناس - يا محمد - عذاب ذلك اليوم الذي تنزل به الندامة بالمجرمين، الذين يصدون عن سبيل الله ولم يعتبروا بمصير من قبلهم من الماكرين.