وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (٢٢) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ﴾ [الصافات: ٢٢، ٢٣].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: ٧].
٣ - وقال تعالى: ﴿وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (٣٧) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ﴾ [ص: ٣٧، ٣٨].
٤ - وقال تعالى: ﴿وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا﴾ [الفرقان: ١٣].
وفي مسند الإمام أحمد بإسناد حسن من حديث عبد الله بن عمرو، عن النبي - ﷺ - قال: [يُحْشَرُ المتكبرون يوم القيامة أمثالَ الذر في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، يُساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يُسْقون من عُصارة أهل النار، طينةِ الخبال] (١).
وقوله: ﴿سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ﴾. أي: ثيابهم وقمصهم من كثرة ما طليت بهناء الإبل الذي هو سائل أسود اللون منتن الريح يسرعُ فيه اشتعال النار صار كالسرابيل وغلب على لباسهم. وقَطِرَان وقَطْرَان وقِطْران ثلاث لغات. ومن قرأها "قَطْرٍ آنٍ" فسّره بالنحاس المذاب.
قال الحسن: (﴿مِنْ قَطِرَانٍ﴾ يعني: الخَضْخَاض هِناء الإبل). وقال ابن عباس: (﴿مِنْ قَطِرَانٍ﴾ نحاس). وعن الربيع بن أنس: (من قَطْرٍ آنٍ" قال القطر: النحاس، والآن: يقول: قد أنى حرّه، وذلكَ أنه يقول: حميمٌ آن). وقال سعيد: (والآن: الذي قد انتهى حرّه).
وعن ابن عباس: (من قَطْرٍ آنٍ" قال: هو النحاس المذاب).
قلت: وسواء المراد هِناء الإبل، أو النحاس المذاب فإنهُ لباس ألصق شيء بالنار، فبئس اللباس الذي جعلهُ اللهُ لباس المجرمين في النار.