وعمر، فقال: لا، ولكن خاصف النعل، وعليٌّ يخصِفُ نعله).
وجاء في تدريب الراوي للسيوطي، وفي "الباعث الحثيث" شرح اختصار علوم الحديث، عن عبد الله بن المبارك: (وقد سئل: هذه الأحاديث الموضوعة؟ فقال: تعيش لها الجهابذة: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾).
وجاء في: "الروض الباسم في الذّب عن سنة أبي القاسم" عن العلامة محمد بن إبراهيم الوزير قال: (﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾: وهذا يقتضي أن شريعة رسول الله - ﷺ - لا تزال محفوظة، وسنّتَه لا تبرح محروسة).
وفي سنن أبي داود والبيهقي عن أبي هريرة، عن النبي - ﷺ - قال: [إنّ الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة مَنْ يُجَدِّدُ لها دينها] وسنده صحيح (١).
وأخرج ابن عدي في الكامل عن أبي هريرة عن النبي - ﷺ - قال: [يحمل هذا العلم من كل خلف عُدولُهُ، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين] (٢).
١٠ - ١٥. قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (١٠) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (١١) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (١٢) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (١٤) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (١٥)﴾.
في هذه الآيات: تَسْلِيةُ الله تعالى نبيّه بِوَصْلِهِ بسنن المرسلين، وقد جاؤوا أقوامهم بالبلاغ المبين، فكذبوهم وآذوهم واستهزؤوا بهم حتى طبع الله على قلوب المجرمين. فهم لا يؤمنون ولو أبصروا عظيم آيات الله في هذا الكون لقالوا نحن قوم مسحورون.
فعن ابن عباس: (﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ﴾ يقول: أمم الأولين). و ﴿شِيَعِ﴾ جمع شيعة، وشيعة الرجل: أولياؤه، والمقصود: تسلية النبي - ﷺ - عما
(٢) حديث حسن. انظر تخريج "مشكاة المصابيح" (٢٤٨)، وصحح بعض طرقه الحافظ العلائي في "بغية الملتمس"، وانظر كتابي: أصل الدين والإيمان (١/ ٢٦٩).