كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ} من يتولاهم فينصرهم منه ويمنعهم من عقابه، ولكنه أراد إنظارهم وتأخير عقابهم إلى هذا اليوم، وهو من كلام الأشهاد).
وفي التنزيل: قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾ [إبراهيم: ٤٢].
وفي الصحيحين عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: [إن الله ليُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفْلِته، قال: ثم قرأ: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ [هود: ١٠٢]] (١).
وقوله: ﴿يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ﴾. قال القرطبي: (أي على قدر كفرهم ومعاصيهم).
قلت: بل هو بسبب كفرهم أولًا، وصدهم الناس عن الدين الحق ثانيًا، يُضَعِّفُ الله لهم بذلك العذاب.
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ﴾ [النحل: ٨٨].
٢ - وقال تعالى: ﴿لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾ [النحل: ٢٥].
وفي السنة المطهرة:
أخرج الإمام الترمذي في جامعه، والإمام أحمد في مسنده، بسند حسن عن عبد الله بن عمرو عن النبي - ﷺ - قال: [يُحْشَرُ المتكبرون يوم القيامة أمثالَ الذر في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، يُساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يُسْقون من عُصارة أهل النار، طينةِ الخبال] (٢).
وقوله: ﴿مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ﴾.
أي: إنهم كانوا لا يستطيعون سماع الحق سماع منتفع باحث عن الصواب، ولم
(٢) حديث حسن. أخرجه الترمذي في السنن (٢٤٩٢). انظر صحيح سنن الترمذي (٢٠٢٥). ورواه أحمد. انظر تخريج مشكاة المصابيح (٥١١٢)، وصحيح الجامع الصغير - حديث رقم - (٧٨٩٦).